( المصدر : الدكتور فيليب لورون - فرنسا- 1990
)
لقد كُرّمت
السيّدة العذراء ، منذ القرن السابع عشر على أنّها " محرّرة روسيا " ،
من خلال إيقونةٍ وُجدت ، على نحوٍ عجائبي في قازان ، عام 1579
وفي مطلع القرن
الثامن عشر ، في أعقاب انتصار باهر أحرزه بطرس الكبير على الجيش السويديّ ، حيث
تقدّمت الإيقونة على أنّها " بيرق النصر " أشيدت كاتدرائية تكريماً
لسيّدة قازان، في الساحة الحمراء بموسكو . وظلت الإيقونة تُكرّم هناك حتّى عام
1721 ، ثمّ نُقلت إلى العاصمة الجديدة ، سان بيتر سبورغ .
وقد عُزي انسحاب
جيوش نابوليون من روسيا إلى شفاعة سيّدة قازان .
إثر ثورة
أكتوبر1917 ، وفيما كان ثلاثة أطفال في البرتغال ، قد سمعوا ، بضعة أشهر خلت ، عن
ضرورة ارتداد روسيّا ، نُهبت عدّة كنائس وانتُهكت ، ودُمّرت كاتدرائية سيّدة قازان
عام 1936 ، وكانت قد حُرمت من إيقونتها منذ أكثر من قرنين . ولا ريب أنّ تلك
الإيقونة قد اختفت في إطار بيع موادّ دينيّة .
ثمّ عادت إلى
الظهور عام 1970 ، يعد أن عثر عليها كاهن يسوعيّ من سان فرنسيسكو ( في الولايات
المتّحدة ) ، كان مديراً لمركز سيّدة فاطمة الروسيّ ، وكانت معروضة للبيع . فتمّ
شراؤها وبموافقة كهنة اورتوذكسييّن نقلت إلى مدينة فاطمة ، في 21 تمّوز من نفس
السنة ( وهو عيد سيّدة قازان حسب التقويم اليوناني ) . وهي ما برحت ، حتّى الآن ،
في المُصلّى البيزنطيّ في فاطمة ، وما زالت عودتها إلى موسكو ، أو سان بيتر سبورغ
، مرجوّة .
في سان بيتر
سبورغ ( مدينة القدّيس بطرس ) كنيسة مكرّسة لسيّدة قازان ، كانت قد حوّلت إلى
متحفٍ للإلحاد تحت نير الحكم الشيوعيّ ، ثمّ أعيد تكريسها ، منذ الأول من أيّار
1994 ( أحد الفصح لدى الأورتوذكسيّين في تلك السنة ) ، وفُتحت للعبادة من جديد .
وقد نُصب صليب جسيم، بشكلٍ مدهش ، في قمّتها ، بواسطة هيليكوبتر . ومنذ 4 تشرين
الثاني 1990 بوشر بإعادة بناء كاتدرائية موسكو ، بمباركة الاورتوذكسيّين ، في مكان
الكاتدرائية القديمة ، في الساحة الحمراء .